Monday, February 19, 2007

نسمـــــة ذكــــــرى


ويبقى وجه أمي ملمحا من ملامح الزمن الثابتة لا تفنيه تداخل الأيام

ولا تجترأ عليه أختلاط الأزمان

حين أنوء تحت أثقال الغربة والخوف

ويتوه عمري المنهك بألم الذكريات بغيبوبة الأشتياق

أستند اليه بقلبي المثخن بجراح نازفة وأغتسل عنده من همي ويأسي وحزني










نبضة :باربــــي

Tuesday, February 13, 2007

الفقـــــــاعة


رغم انه لم يعد لها ثلاث اسنان ذهبية ووجه جلد مبقع لايصلح لرتقه شيء مازالت تحتمله ..
مازالت كل ليلة ولاتعرف لماذا تصر علي ان تقف في كبرياء فوق النهر وكل قدم علي ضفة لتخفي رأسها في ماء البحر وعين علي ولدها الرشيد وعين علي احزان ابنتها الدفينة ..
جسدها النحيل يرتجف من البرد لكي تتساقط منه امجاد الماضي وانتصارتها علي الغزاه ...
انها الان تتذكر كل من حاول مضاجعتها وهرب عندما رأي الموت مطل من عيون ابنائها وكيف ودعتهم واحد تلو الاخر لكي يبقي هو ...
ستة وعشرون عاماً وهي تحتمله ...
يعبث بأعضائها الداخلية ويعرضها علي ما شاء من الرجال ...
باع كل ملابسها الداخلية ولم يبقي لها سوي فستان ابيض طويل اصر ان يضعه في الخزانة والقي بالمفتاح في احد فتحات المجاوير التي تملأ منزلهاا ...
انها تراه الان وهو يجلس علي كرسيه الضخم بالحجرة الجديدة يدفن شعيراته البيضاء بصبغة التجاهل ...
بكت اليوم كثيراً عندما نهرها عن غسل وجهها هذا الصباح واصر علي ان يبيع خبزها الطازج لجارها التاجر ..
بكت اكثر وهي تراه يتفق مع جيرانهم علي ان يدفن كل منهم تحت كرسيه وان يطردوا اولادهم الي الغابات البعيدة فمنهم من سيموت وحده ومنهم من سيعود ليقتلوه بأيديهم فهم احق بالكرسي وهم احق بخيرات داره ..
تنتظر رحيله منذ سنوات طويلة والان فقدت الامل بعد ان اعلن انه سيبقي الي الابد ..
صدمتها رغبته في البقاء الي الابد ومن ثورتها المتسترة خلف حاجز الصمت ابت ان تستزف اخر قوتها وان تستسلم مثل غيرها ،استرجعت احداث الماضي ورفضت ان يكون مصيرها مثل رفيقاتها ..
سري في جسدها المتهالك اهتزاز ينذر بقرب النهاية كان جسدها يتراقص باتساع قطرها والفقاعة تكبر وهي تقلب بأيديها في شرود في الماء الجاري امامها والرغوة تنتشر من حولها تنذر بقروب النهاية ، ادرك الجميع من حولها ان ساعة الصفر قد حانت ...
مازالت تقلب بيديها في الماء الجاري والرغوة تتجمع اسفل الفقاعة التي ظلت تكبر وتكبر والفكرة تكبر في رٍأسها ...
ذهبت لتنظر في المرأة وتتذكر حليها التي نهبت من زمن ،،اتخذت قرارها بأنها لن تصمت ولم تخسر شيئاً بعد تساقط اوراق التوت ...
ذهبت وصدرها مفتوح الي الحجرة الجديدة لتجده جالس علي كرسيه وبيديها صفحة من الماء الجاري تحوي فقاعة تكبر وتكبر من غليان يجيش بصدرها منذ اعوام طويلة ،، نظر لها نظرة منذرة ثم سرحت عينه الي فتحات المجاوير المحيطة بهم لم تهتم واقتربت اكثر منه ثم القت الماء الساخن علي رأسه ...
صرخ وهو يتشبث بكرسيه القت المزيد من الماء وهو يزداد تشبثاً بالكرسي ويهددها بأنها ستضيع من بعده ..
لم تهتم والقت بالمزيد من الماء حتي اغرقته تماماً ..
تجمع الماء من حوله والتصق بجسده وهو يغلي لكي تكبر فقاعة وتكبر وتكبر ...
حتي تبتلعه مع الكرسي تماماً ....





نبضة :نزار نبيــل